محي الدين بن عربي

محي الدين بن عربي

محي الدين بن عربي … الشيخ الأكبر و الكبريت الأحمر

 أشهر المتصوفين و أطلق عليه ألقاب عديده منها البحر الزاخر – إمام المحققين سلطان العارفين – رئيس المكاشفين .

( الحُكْم نتيجة الحِكمة، والعلم نتيجة المعرفة، فمن لا حكمة له لا حُكْمَ له، ومن لا معرفة له لا علم له )

محي الدين بن عربي من هو ؟

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي

نشأته :

ولد محي الدين بن عربي في مدينة مرسية لأب عربي و أم عربيه و قد كان أبوه محمد بن علي أحد أئمة الفقه والحديث في زمانه و أحد أعلام الزهد والتقوى و التصوف .

و كان جده أحد قضاة الأندلس و علمائها فنشأ الشيخ الأكبر ضمن جو ديني أورث داخله حب التعلم والشغف لتعلم بواطن الأمور ليس ظاهرها فحسب .

أنتقل والده مرتحلاً إلى مدينة إشبيليه و كان يحكمها في هذا الوقت السطان محمد بن سعد

وما أن بدأ الطفل محي الدين بن عربي في تعلم الكلام حتى دفع به والده محمد بن علي إلى كبير الفقهاء في مدينة إشبيلية أبي بكر بن خلف .

قرأ محي الدين بن عربي على الشيخ أبي بكر ( أي تعلم منه ) القرأن الكريم بالقراءات السبع و قرأ عليه أيضاً كتاب الكافي .

فأصبح محي الدين بن عربي الذي لم يزل طفلاً في العاشره ملماً بالقراءات والمعاني و الإشارات التي من الصعب تعلمها أو مجرد إستيعابها لطفل في عمره , مما دعا والده للدفع به إلى طائفه من رجال الحديث والفقه ممن يتنقلون بين البلاد بغرض طلب العلم .

 ( كل بقاء يكون بعده فناء لا يعوّل عليه.. كل فناء لا يعطي بقاء لا يعوّل عليه )

محي الدين بن عربي والروحانية

بطبيعة الحال كأي نفس بشريه تتأثر بما يحيط بها فقد تأثر الشيخ الأكبر تأثراً كبيراً بالعلم الذى ترعرع عليه منذ نشأته و أنغمس فيه وتردده الكثير على المدارس الرمزيه وتلك البيئه الدينيه فما إن بلغ العقد الثاني في حياته العمريه حتى غاص في أنوار الكشف و الإلهام و أعلن أنه جُعل يسير في الطريق الروحاني وليس الدراسي فقط .

و أنه بدأ يطلع على أسرار الحياة و بأن عدداً من الخفايا الكونيه قد تكشفت أمامه و أعلن أن حياته هي عباره عن سلسله من البحث المتواصل عما يحقق الكمال .

( لن تبلغ من الدين شيئاً حتى توقر جميع الخلائق )

مؤلفات محي الدين بن عربي

يذكر المؤرخون أن بن عربي قد كتب و ألف حوالي 800 كتاب لكن لم يتبقى منها سوى 100 كتاب متداول الي يومنا هذا وهنا نذكر أهمها و الأكثر إثارة للجدل ما بين مؤيد ومعارض لما ورد فيها :

كتاب الفتوحات المكيه-

– تفسير القرأن لإبن عربي

– كتاب فصوص الحِكم

– ديوان ترجمان الأشواق

– كتاب شجرة الكون

– كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام

– كتاب اليقين

(العالم هو إعتراف متبادل بالوجود بين الله والإنسان، عبر العقل )

كتاب الفتوحات المكيه :

أضخم آثار ابن عربي وأهمها إنه في الحقيقة مستودع آرائه، وسجل ذكرياته، ومرآة شخصيته كان كلما فرغ من كتاب اختار منه مقتطفات وضمها للفتوحات، ومن هنا ورد الحديث عن معظم كتبه فيها .

كتب ابن عربي الفتوحات مرتين

الأولى: في مكة، أثناء سقوط بلده (مرسية) في قبضة ابن هود، وفرغ منها سنة 629هـ

الثانية: في دمشق، فرغ منها بعد أيام من سقوط (بلنسية) سنة 636 وأهداها لصديقه عبد العزيز القرشي نزيل تونس .

النسخة الأولى بخط أحد تلاميذه، والثانية بخط ابن عربي نفسه، وهي النسخة التي يحتفظ بها متحف الآثار الإسلامية باسطنبول .

وبالرغم من الحملات العنيفة التي وجهها أعداء ابن عربي إلى الفتوحات، وفي مقدمتهم البقاعي، فإن ابن تيمية استثناه من عمالقة القائلين بوحدة الوجود فقال: (لكن ابن عربي أقربهم إلى الإسلام وأحسن كلاماً في مواضع كثيرة) مجموع الرسائل 1/ 176 وايضاً د. سعاد الحكيم (الحكمة في حدود الكلمة) بحث في مفردات ابن عربي .

قد طال كتاب “الفتوحات المكية” الكثير من الظلم، ليس فقط فى ما يتعلق بتكفير صاحبه، وإنما أيضا بسبب نشره من دون تصحيح، وبسبب عدم فهم الكثيرين للغته المجازية التى كانت تكتفى بالإشارة ولاتسامه بالغموض فى كثير من المواضع .

وقد حقق الكتاب شهرة فى كل أنحاء العالم حتى قال عنه الألمانى “جوته” كما ذكر عبد العزيز المقالح “إذا كان هذا الشيخ محيى الدين بن عربى قد عاش بيننا على الأرض يوماً من الأيام، وكان بهذا العقل والحكمة والرؤية، فإننى أعترف بأن كل من لن يُصب فطرة الإسلام على يديه فإنه قد خسر كثيراً، ولكان ابن عربى أحق بأن يكون بوابة الإسلام الموشّاة بسجوف الحكمة والحب

ديوان ترجمان الأشواق

هو ديوان شعري للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، كان سبب تأليف الشيخ محيي الدين ابن عربي لكتابه الشهير “ترجمان الأشواق” أنه خصصه لمدح نظام بنت الشيخ أبي شجاع بن رستم الأصفهاني التي عرفها في مكة سنة 598 هـ عندما قدم إليها لأول مرة قادما من المغرب

شرح هذا الديوان بنفسه في حلب وأتمه بأقصر، مختاراً له عنواناً آخر هو “فتح الذخائر والإغلاق شرح ترجمان الأشواق”.

وسبب شرحه للديوان إنكار بعض الفقهاء بمدينة حلب الأسرار الإلهية المنطوية عليها، وأن الشيخ يتستر لكونه منسوباً إلى الصلاح .

رواية موت صغير ( حياة الشيخ الأكبر )

رواية الكاتب السعودي “محمد حسن علوان” عبارة عن سيرة روائية متخيّلة لحياة محيي الدين بن عربي  .

منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق.

تتناول هذه الرواية سيرة حياة مزدحمة بالرحيل والسفر من الأندلس غربًا وحتى آذربيجان شرقًا، مرورًا بالمغرب ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا.

يعيش خلالها البطل تجربة صوفية عميقة يحملها بين جنبات روحه القلقة ليؤدي رسالته في ظل دول وأحداث متخيّلة، مارًا بمدن عديدة وأشخاص كثر وحروب لا تذر ومشاعر مضطربة .

طهّر قلبك هي الجملة المفتاحية التي أوصت بها “فاطمة القرطبية” الشيخ ابن عربي، تلك السيدة التي ربّته وأحبّها، فكان لها ابنًا وتلميذًا.

انطلق من خلالها الراوي في رحلته الداخلية ابتداءً، ثم في بحثه، على مدى الحكاية، عن أوتاده الذين يثبتون قلبه.

والوتد هو أحد مراتب الصوفية للدلالة على رتبة في الارتقاء الروحي الإيماني، فيُقال: “فلان من الأوتاد، يعني ذلك أنّ الله تعالى يثبّت به الإيمان والدّين فى قلوب من يهديهم الله به، كما يثبت الأرض بأوتادها،

وهذا المعنى ثابت لكل من كان بهذه الصفة من العلماء، فكلّ من حصل به تثبيت العلم والإيمان في جمهور الناس كان بمنزلة الأوتاد العظيمة والجبال الكبيرة”.

وكانت هذه الصفة هي أحد محاور الرواية وحبكتها، بحيث يفاجئ الراوي القارئ بأحد أوتاده الأربعة الذين استمر في البحث عنهم من بداية الرواية إلى خاتمتها

مقتطفات من الروايه :

(منذ أوجدني الله في مرسيّة حتى توفاني في دمشق وأنا في سفرٍ لا ينقطع. رأيت بلاداً ولقيت أناساً وصحبت أولياء وعشت تحت حكم الموحدين والأيوبيين والعباسيين والسلاجقة في طريقٍ قدّره الله لي قبل خلقي. من يولد في مدينة محاصرة تولد معه رغبة جامحة في الانطلاق خارج الأسوار. المؤمن في سفرٍ دائم. والوجود كله سفرٌ في سفر. من ترك السفر سكن، ومن سكن عاد إلى العدم )

طالع ايضا: التنمر اشكاله وانواعه

أميرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *